خطاب الحجاج : الدفاع عن وجهة نظر (+ نموذج)

خطاب الحجاج : الدفاع عن وجهة نظر.

إن الحجاج عمل عقلي يرتبط بمجال التواصل الإنساني وتبادل الخطاب، فهو مجال لالتقاء وجهات نظر متعارضة. إنه خطاب تبرز فيه العناصر الحجاجية وتقويه الحجج والأدلة لإقناع المتلقي بآرائنا وأفكارنا ووجهات نظرنا ودحض أراء غيرنا. وبالتالي يجب اتباع خطة محكمة للوصول إلى النتيجة المرغوب فيها.

وهذه هي خطوات وعناصر الدفاع عن وجهة نظر :

1- وضع تمهيد لوجهة النظر المراد التعبير عنها (القضية / المشكلة باختصار).

2- بسط وجهة النظر الأخرى وإبراز الجوانب السلبية المتعلقة بها. (أو الجوانب الإيجابية إن كنت تتوافق مع الطرف الآخر في بعض الأفكار ).

3-  عرض وجهة نظرك الخاصة وتحليلها ومناقشتها، ودعمها بالحجج والأدلة المناسبة، واستعمال طرق وأساليب متنوعة للاستدلال.

4- استخلاص النتيجة التي توصلت إليها.

وإليكم نموذجا لأحد التلاميذ، فيه تطبيق لهذه الخطوات والعناصر:


           إن الدراسة مهمة في حياة الفرد والمجتمع، حيث أنها تعتبر من حقوق الإنسان التي يجب أن يتمتع بها، ورغم ذلك نجد بعض الآباء والأسر يمنعون بناتهم من التمدرس، بدافع غياب الفائدة من تعليمهن. 

          فهؤلاء الآباء يرون أن عمل الفتاة والمرأة عموما ينحصر في أشغال البيت فقط، ويعتقدون أن عملها ينحصر في الأشغال المنزلية وتربية إخوانها والزواج والعناية بالبيت والأولاد، وفي نظرهم أن تدريسها عبء عليهم وأن الابن هو الأولى بالدراسة بدافع أنه رجل البيت وسيتحمل مسؤولية الأسرة في المستقبل، في حين  وللأسف عند منع الفتاة من الدراسة أو من إكمالها سيؤدي هذا الحرمان إلى انحراف الأمة وانتشار الجهل والأمية في المجتمع وخصوصا بين صفوف النساء.

          ومن وجهة نظري فإن البنات من حقهن الدراسة ومتابعة دراستهن لأنها ستفيدهن في حياتهن اليومية والمستقبلية، فالعلم حق للجميع سواء أكان ذكرا أم أنثى، فالرسول (ص) قال: "العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة"، ولا يحق لأي شخص انتزاع هذا الحق من البنات أو غيرهن. كما أن الدراسة تفيد الإنسان والمجتمع، قال تعالى: "اقرأ باسم ربك الذي خلق"، وهذه أول آية نزلت على الرسول الكريم في القرآن الكريم، وهذا يعني أن على البنات أيضا المواظبة على الدراسة وطلب العلم ولا يحق للآباء سلب هذا الحق منهن.

         وبالتالي فإن الدراسة واجبة على الذكور والإناث على حد سواء، ولن يتطور المجتمع ويتقدم بدون توحد وتظافر جهود الجميع، فبالعلم نهدم الجهل ونرقى بالمجتمع إلى مراتب عالية وسامية. وعلى الآباء أن يمنحوا بناتهم فرصة التعلم لأن العلم نور والجهل عار.